هل تقاس صحة القرار بنتيجته؟

من الشائع ان يحكم على القرار بنتيجته فان كانت جيدة اعتبر صائبا ونال صاحبه الثناء وان كانت سيئة اعتبر خاطئا وتعرض صاحبه للنقد. وهذا حكم غير منصف لانه يستند على المعلومات التي توفرت بعد اتخاذ القرار ولم تكن متوفرة حين اتخاذه. ان الحكم على صواب القرار يجب ان يعتمد على مدى حسن التقدير بناء على المعلومات المتوفرة حين اتخاذ القرار فان متخذ القرار لا يعلم الغيب وانما يبني قراره على الاحتمالات التي يتوقع حدوثها في كل حالة. ويتضح الامر بضرب مثال. فلو فرضنا ان شخصا اراد السفر من مدينة الى أخرى وكان هناك طريقان احدهما خطير نسبة الحوادث فيه 95% والاخر أمين نسبة الحوادث فيه 5% فاختار الطريق الامين ولكنه تعرض لحادث وان شخصا اخر اختار الطريق الخطر ولكنه نجى ولم يتعرض لحادث فهل نقول ان الاول اخطأ باختياره الطريق الامين وان الثاني اصاب باختياره الطريق الخطر؟

ان الحكم على صواب قرار ما يجب ان لا يعتمد على النتيجة وانما على صحة التقدير بناء على المعلومات المتوفرة حين اتخاذ القرار. ولو عمل الناس بهذا لقل بينهم الخلاف واللوم والتأنيب.

( ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسني السوء) – قران كريم (الأعراف 188)