Monday, June 27, 2011

وكالة


اردت عمل وكالة الى شخص ما. وبما انني قد عملت ذلك سابقا في هذه المدينة فقد كنت مطمئنا انني سانجز المهمة بكفاءة! في تجربتي السابقة وجدت ان الزحام عند الكاتب العدل المسائي اقل من الصباحي مما يجعل أنجاز الوكالة أسهل ولذلك أنطلقت بعد ظهر يوم شديد الحرارة من ايام صيف العراق المشهودة الى مكان الكاتب العدل. فوجئت بعدم وجود زحام بل لم ار شخصا واحدا على الباب مما اثار الشك في نفسي. دخلت المكان وتنقلت بين الغرف حتى قابلت شخصا يرتدي بجامة اخبرني ان الكاتب العدل قد انتقل الى مكان اخر. وبعد تحر واستفسار وانتقال من مكان الى اخر عرفت المكان الجديد واوقات العمل التي اختيرت بعناية لتكون في احر ساعات النهار (الواحدة الى الرابعة بعد الظهر). ذهبت بعد ظهر يوم اخر شديد الحرارة مثل سابقه فوجدت زحاما عرفت منه اننى اهتديت الى المكان الصحيح! لم ار كتاب العرائض الذين (لمن لا يعرف اجراءات العمل في دوائر الدولة العراقية) يخبرونك بما تحتاجه المهمة ويهيئون لك الأستمارة الخاصة والوثائق اللازمة لتأخذها الى الموظف المختص وتبدأ سلسلة التنقل من شباك الى شباك حتى تنجز المهمة (اذا لم تصادفك عقبة غير متوقعة توقف كل الاجراءات). سالت عن كتاب العرائض فدلوني على غرفة في الجانب الاخر من الشارع. ذهبت اليها فوجدتها غرفة ابعادها حوالي اربعة امتار في اربعة فيها شباك صغير واحد وليس فيها وسيلة للتبريد. يجلس داخلها ثلاثة كتاب عرائض وراء مناضدهم يحيط بهم حشد من المراجعين يملؤون الغرفة  الى بابها وكل منهم يستعمل اوراقه كمروحة يدوية يهزها امام وجهه الذي يتصبب عرقا. حشرت نفسي داخل الغرفة وبعد دقائق شعرت انني اوشك ان يغمى علي فخرجت. وبما انني أعرف من خبرتي السابقة ان كتاب العرائض عند الكاتب العدل الصباحي يعملون في مكان واسع مفتوح ومغطى وعددهم كبير حتى ان كل واحد منهم يحاول اغراءك بالمجيء عنده حالهم في ذلك حال كتاب العرائض في مختلف دوائر الدولة العراقية فقد قررت ان أذهب صباحا الى الكاتب العدل الصباحي لأهيأ الاوراق اللازمة عند أحد كتاب العرائض هناك ثم اتي بها مساء الى الكاتب العدل المسائي! وفي صباح اخر خرجت متوجها الى دائرة الكاتب العدل الصباحي وعند وصولى ألى المكان تفاجأت مرة اخرى بعدم وجود ازدحام وعدم وجود كتاب العرائض. وعندما سألت اخبروني ان الكاتب العدل انتقل الى مكان اخر! ولم استطع معرفة المكان الجديد بعد. في بلدنا تجاربك السابقة لا تفيدك! عدت الى البيت خائبا مرة اخرى وفي طريقى شاهدت بائع رقي (بطيخ في لغة بعض البلدان العربية الاخرى) ولكي اشعر نفسي بان خروجي لم يكن فاشلا تماما وقفت واشتريت رقية. وعندما وصلت البيت سألوني مثل كل مرة: هل أنجزت شيئا؟ قلت: نعم. اشتريت رقية! 

3 comments:

  1. استاذي ..مقالتك رائعه وخصوصا جمله في بلدنا تجاربك السابقه لاتفيدك! بارك الله لنا بك وحفظك من كل مكروه

    ReplyDelete
  2. وهل كانت الرقيه حمره وحلوه استاذنا العزيز ،لانني اعتقد ان الخبره في شراء الرقي ايضا لا تفيد كماهو الحال في الخبره اللتي لم تنفعك بالمعامله،تحياتي

    ReplyDelete
  3. وهل كانت الرقيه حمره وحلوه استاذنا العزيز ،لانني اعتقد ان الخبره في شراء الرقي ايضا لا تفيد كماهو الحال في الخبره اللتي لم تنفعك بالمعامله،تحياتي

    ReplyDelete